🌸 ابن الجوزي رحمه الله:

رأيت عموم الخلائق يدفعون الزمان دفعًا عجيبًا: إن طال الليل، فبحديث لا ينفع، أو بقراءة كتاب فيه غزل وسمر! وإن طال النهار، فبالنوم!
وهم في أطراف النهار على دجلة أو في الأسواق!
فشبهتهم بالمتحدثين في سفينة وهي تجري بهم، وما عندهم خبر!

ورأيت النادرين قد فهموا معنى الوجود، فهم في تعبئة الزاد، والتأهب للرحيل، إلا أنهم يتفاوتون.
وسبب تفاوتهم قلة العلم وكثرته، بما ينفق في بلد الإقامة.
فالمتيقظون منهم يتطلعون إلى الأخبار بالنافق هناك، فيستكثرون منه، فيزيد ربحهم.
والغافلون منهم يحملون ما اتفق، وربما خرجوا لا مع خفير.
فكم ممن قد قطعت عليه الطريق فبقي مفلساً!

فالله الله في مواسم ‌العمر! والبدار البدار قبل الفوات.

📚 صيد الخاطر ١٥٧

Comments

Be the first to add a comment