من أكبر الأسباب الإنفصال: أن الأم انشغلت بتجهيز ابنتها المادي والجسدي، ولكنها تغافلت عن تجهيزها المعنوي والفكري كزوجة وأم ومربية أجيال وأنثى وامرأة صالحة للمستقبل، وامرأة تفهم زوجها وتعرف الفروق بين الرجل والمرأة، ومتى تسكت؟! ومتى تتكلم؟! وكيف تتواصل معه حين الرضا وحين الغضب؟! وغير ذلك من التوجيه والتعليم، ولكن للأسف يحدث هذا عابراً وسطحياً وأحياناً لا يحدث مطلقاً!

وأن الأب لم يتكلم مع ولده سوى في التجهيزات المادية وإنه هيساعده فيها بكل قوة، أما جاهزيته للزواج كرجل مسئول وبيحافظ على بيته وزوجته وأولاده ورجولته وحكمته والاهتمام بتحسين طباعه وتعلّم كيف يعامل أم أولاده في المستقبل، وكيف يصبح رجلاً سوياً وصالحاً فهذا لم يحدث إما مطلقاً وإما عابراً وبشكل سطحي!

والمشكلة الأكبر أن يكون كل من الأب والأم على غير وفاق، وبكثرون من المشكلات والصوت العالي وعدم رضوخ الزوجة للزوج، بل والرد عليه كلمة بكلمة، وإظهار نقصه أمام الأولاد، ويكون الزوج مهملاً أو غير مسئول، أو يهين زوجته ولا يكرمها وهذا كله أمام الأولاد أيضاً!

حينها ليس أمامنا إلا الضغط على الأبوين للعودة لمسار الاستقامة الذاتية والأسرية، وكذلك توعية الأجيال بضرورة التعلّم الذاتي حتى يكون لديهم جاهزية لخوض غمار تكوين أسرة سوية وصالحة ومستقرة إلى ما شاء الله من الأجيال القادمة والتي تكون في ميزان حسناتهم، وهذا هو المراد، حياة قصيرة نريد لها الامتداد الصالح بعد الممات، وهذا لن يكون إلا بالإجتهاد ويكفينا حينئذ أننا قمنا بما علينا، والنتائج ليست بأيدينا، فعلينا السعي وعلينا التسليم.

لذا متابعة قناة الأسرة أمن وأمان على التليجرام ستساعدكم بإذن الله في هذا المسار، والروابط المهمة ستكون في التعليقات، ودعواتكم لي ولكم بالتوفيق والسداد.

محمد سعد الأزهري

Comments

Be the first to add a comment