🔶وقد ابتلينا بجهلة من الناس يعتقدون في بعض من توسع في القول من المتأخرين أنه أعلم ممن تقدم!.
🔷فمنهم من يظن في شخص أنه أعلم من كل من تقدم من الصحابة ومن بعدهم لكثرة بيانه ومقاله!.
🔷ومنهم من يقول هو أعلم من الفقهاء المشهورين المتبوعين!...
🔶وهذا تنقص عظيم بالسلف الصالح، وإساءة ظن بهم، ونسبته لهم إلى الجهل، وقصور العلم، ولا حول ولا قوة إلا باللَه...
إلى أن قال:
🔶"فأفضل العلوم في تفسير القرآن ومعاني الحديث والكلام في الحلال والحرام ما كان مأثوراً عن الصحابة والتابعين وتابعيهم إلى أن ينتهي إلى أئمة الإسلام المشهورين المقتدى بهم...
🔶فضبط ما روي عنهم في ذلك أفضل العلوم، مع تفهمه وتعقله والتفقه فيه.
🔷وما حدث بعدهم من التوسع لا خير في كثير منه، إلا أن يكون شرحاً لكلام يتعلق من كلامهم.
🔷 وأما ما كان مخالفاً لكلامهم فأكثره باطل، أو لا منفعة فيه.
🔶وفي كلامهم في ذلك كفاية وزيادة، فلا يوجد في كلام من بعدهم من حق إلا وهو في كلامهم موجود بأوجز لفظ وأخصر عبارة.
🔶ولا يوجد في كلام من بعدهم من باطل إلا وفي كلامهم ما يبين بطلانه، لمن فهمه وتأمله.
🔶ويوجد في كلامهم من المعاني البديعة والمآخذ الدقيقة ما لا يهتدى إليه من بعدهم ولا يلم به...
🔷فأما الدخول مع ذلك في كلام المتكلمين أو الفلاسفة فشر محض، وقلّ من دخل في شيء من ذلك إلا وتلطخ ببعض أوضارهم".