من المعاني التي يخرج بها الإنسان من رمضان أن قوله تعالى "من عمل صالحًا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة" ميزان السعادة؛ فالعبادات والاستكثار منها قد تغير حالك الظاهر إلى أنعم من حالك السابق، وقد يستمر ظاهرك بينما يعتمل التحول داخلك، فتصبح ألطف حساسية تجاه النعم، فيريح قلبك تذكر نعمة النَفس، والنطق، والأصدقاء؛ وغيرها مما كنت محجوبًا عنه بالإلف والاعتياد .
فهناء الروح وراحة البال ثمرة التعبد المرقق لقلبك، ورقة القلب تجعلك أقدر على تلمس النعم فيما حولك؛ وبذا تحصل الحياة الطيبة ولو ضاقت معايشنا .
وهذا السر يجعلنا نفرق بين "السعادة" و "الحياة الطيبة"؛ فالسعادة في القرآن لم تذكر بلفظها إلا في موضعين :
"يوم يأتِ لا تكلم نفس إلا بإذنه فمنهم شقي وسعيد"
و
"وأما الذين سعدوا ففي الجنة خالدين فيها"

فالسعادة ثمرة نهائية لا تكون إلا في الجنة، بينما الحياة الطيبة شعور داخلي يجعل النعم في عينيك أجل، والإحساس بالامتنان لوجودها أقرب؛ فتكثر في عينيك المباهج، وحين تأتي البأساء تجد أمامها طوفانًا من الرضا وهدأة الروح الذي شعرت به لرقة قلبك؛ فتتلاشى .

بدر آل مرعي

Comments

Be the first to add a comment